قضية الزنوجة في الأدب الإفريقي وأبعادها الفنية والموضوعية

Abstract

لقد أصبح على الكاتب الإفريقي مهام عديدة وجسيمة، فمثلا عليه أن يحارب ويكافح على المستوى الداخلي والخارجي ، فعلى المستوى الداخلي عليه أن يحارب الغربة التي تفشت مع سيطرة الاستعمار، والغربة التي يحسها كثيرون من مواطنيه، أو يحسها هو نفسه نتيجة للتغيرات الكثيرة والمستمرة في بلده، وعليه أن يرسخ قيمه وهويته ويعتز بها مقابل القيم الغربية والهوية المفروضة عليه، وعلى المستوى الخارجي عليه أن يحارب مظاهر القيم الغربية التي تجتاح كثيرا من الدول الجديدة في قارته، والتي تمثلت في التعالي عليه ووسمه بالدونية، مما تولد بسببه قضية الزنوجة. وقد نشأت حركة الزنوجة كنتيجة طبيعية لطمس التاريخ والهوية والتراث للإنسان الإفريقي ؛ لأن نفس الإنسان هي هويته، وهويته هي حصيلة ماضيه القريب والبعيد . والجديدُفي هذه الدراسةِ هو أنها أزالت الغشاوة التي كانت تغطي عيون كثير من الباحثين بوصفها حركة عنصرية إقصائية هدفها الأساسي محاربة ومعادة الجنس الأبيض . والمنهجيةُ الّتي اتبعتُها هي الاستقراءُ ثُمَّ التَّحليلُ ، وذلك بمطالعة ما أتيح لي دراسته من الأدب الإفريقي بنوعيه الشعر والنثر. وخلصت الدراسة إلى نتائج ، إلى أنّ حركة الزنوجة ما إلاّ حركة فنية موضوعية ، قامت على مرتكزات سياسية وثقافية واجتماعية معينة وسارت في مفهومها لتحقيق الوحدة بين الشعوب الإفريقية