تأملات في رؤية الله تعالى

Abstract

إن رؤية الله تعالى من المسائل التي دار حولها خلاف بين المذاهب الإسلامية وأردت من خلال هذا البحث أن أعرض هذه المسألة عرضاً واضحاً في منهج خاص بعيداً عن التعصب لرأي ما متمشياً مع ما يؤدي إليه البحث العلمي من نتيجة. وأثبت البحث -هنا- ما يلي: جواز رؤية الله تعالى أما وقوع الرؤية فلا تكون في الدنيا رحمة من الله بعباده الذين لا يطيقون هذا، وأما في الآخرة فإن الله سيهب المؤمنين رؤيته ثواباً لهم بعد ما يشاء الله تحمل قواهم –هنالك-لرؤيته عز وجل. كما أثبت البحث أن المعول عليه في إثبات الرؤية هو الدليل السمعي أما الدليل العقلي فهو فقط شارح وموضح. وإن منهج المعتزلة في إنكار وقوع الرؤية -مطلقا- وتأويل النصوص الدينية بما يتمشى مع معتقدهم في هذا الاتجاه يقدمون فيه العقل على النص, وهذا خروج عن المنهج الكلامي في الإسلام. وأقول كم من مسألة خلافية يكون فيها الخلاف لفظياً كل رأي ينظر إلى زاوية خاصة, وحالتئذ لا يكون خلافاً على الحقيقة فلا يعدو الأمر عن كونه خلاف في وجهات النظر. وإن خالف المعتزلة المنهج الكلامي فإنهم منعوا جواز وقوع رؤية الله تعالى بناء على تصورهم الذي من خلاله لا يفهمونها إلا في مرئي محدد الجهة، فهي عندهم بقصد تنزيه الله عن الجهة, وهذا يخالف وجهة نظر أهل السنة الذين أجازوا الرؤية عن طريق كشف وحالة علم يعطيه الله للناظرين دونما يكون الحق في جهة.