دراسة بيئية لنباتات السبخات والوديان بمحافظة حضرموت – اليمن

Thumbnail Image

Date

2019

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

جامعة النيلين

Abstract

تهدف هذه الدراسة للتعرف على الغطاء النباتي في ثلاث سبخات وثلاثة وديان بمحافظة حضرموت – اليمن: امبيخة و العيقة وبويش. امتدت فترة الدراسة الميدانية من مايو 2016 - أغسطس 2017. استخدم المثقب (Auger)، لجمع 60 عينة من تربة السبخات و الوديان عشوائياً لإجراء التحاليل الفيزيائية و الكيميائية. اشتملت التحاليل الفيزيائية للتربة على الآتي: تصنيف حبيبات التربة و الأس الهيدروجيني (pH) والمحتوى الرطوبي والأملاح الذائبة الكلية (TDS) والتوصيلية (الناقلية) الكهربائية (EC). كيميائياً، تم قياس تركيز بعض ايونات العناصر الغذائية والأملاح مثل الكلور و الصوديوم والبوتاسيوم و الكربونات والكبريتات. استخدمت الطرق التحليلية الملائمة المعروفة والقياسية الحديثة المتاحة والمواكبة لذلك. تم اختيار 16 مربع و بطريقة عشوائية في كل من السبخات الوديان المختارة. مساحة المربع 50 X 50 متر2 ومن ثم تم التعرف على النباتات الموجودة داخل كل مربع و قياس التردد Frequency والكثافة Density والوفرة Abundanceللنباتات. تم تحليل محتوى الأوراق كيميائياً لاثنين من نباتات السبخات و الوديان الأكثر انتشاراً وسيادة. النباتات المختارة هي العصال Salsola baryosma (Schult) Dandy والعكرش Aeluropus lagopoides (L.) Thwaites من السبخات و السيسبان Prosopis juliflora (Sw.) DC و العشر Calotropis procera (Aiton) and Dry من الوديان. شمل التحليل الكيميائي للأوراق تحديد تراكيزعناصر الكلور والبوتاسيوم الصوديوم المغنسيوم والكالسيوم ومركب البرولين و تم تحليل جميع البيانات احصائياً باستعمال برنامج SPSS No. 16.0 اوضحت النتائج وجود اختلافات فيزيائية وكيميائية واضحة في ترب السبخات والوديان والتي اثبتت التحاليل أنها رملية وقاعدية وملحية. هناك اختلاف في توزيع تلك المتغيرات بين السبخات والوديان في نسب الرمل و السلت و الطين. تربة السبخات خالية من الحصى عكس ترب الوديان. ايضاً تختلف قيم الpH ومحتوى الرطوبة و التوصيلية الكهربائية و الاملاح الذائبة TDS)) وايونات العناصر كالكبريتات والكربونات والكلور والكالسيوم و الصوديوم و المغنسيوم والبوتاسيوم على الترتيب في السبخات والوديان. اوضح التحليل الاحصائي وجود فروق معنوية (P ≤ 0.05) بين السبخات والوديان للحصى والرمل والطين و السلت.أما الخصائص الكيميائية فلم تظهر أي فروقات معنووية بين جميع المتغيرات P ≥ 0.05)) عدا الكالسيوم (P ≤ 0.05). أوضحت نتائج المسح الميداني ان الغطاء النباتي في الوديان أكثر تنوعاً مقارنة بالسبخات فقد تم التعرف على 81 نوع (Species) و 67 جنس (Genera) و 28 عائلة (Families) بينما في السبخات وجد 64 نوع ( (Species و57 جنس (Genera) و 16 عائلة (Families) وسجلت سبخة ووادي بويش أعلى نسب مئوية لهذه المكونات فامبيخة ثم العيقة, على الترتيب. النبات الوحيد الذي ينتشر في السبخات و الوديان الثلاث هو السيسبان و الذي يمتاز بمدى بيئيى عالي (High ecological amplitude) نتيجة قدرتها العالية للتأقلم في جميع البيئات. على الرغم من أن أحد أهم مميزات نباتات السبخة على نطاق العالم انتشارها في شكل نطاقات "Zones" تتوزع فيها النباتات حسب قدرتها على تحمل الملوحة الا انه يلاحظ غياب هذه الظاهرة في منطقة الدراسة وبدلاً عن ذلك تنتشر النباتات في شكل تجمعات محلية (local Aggregations) مثل العصال و العكرش متى ما توفرت الظروف البيئية المحلية الملائمة ويعزى لذلك للظروف المحلية القاسية و التدخلات البشرية. يلاحظ أيضاً ظهور المناطق العقيمة (Sterile areas ) وهي المناطق التي لا تستطيع النباتات النمؤ فيها لارتفاع تراكيز الملح و التي نتجت عن تراكم الملح نتيجة عمليات التبخر المتعاقبة. وتظهر الكثبان الرملية في الوديان والسبخات خاصة في المناطق الساحلية المفتوحة والمعرضة للرياح وتنمو عليها النباتات التي لها القدرة على تحمل الظروف البيئية القاسية كالملوحة و الجفاف مثل العكرش و السيسبان. تتنوع الطرز الحياتية النباتية الى أشجار وشجيرات وأعشاب وحشائش وفق الظروف البيئية المحلية ويغلب الطابع الشجيري (Shrubs) على الغطاء النباتي في السبخات والوديان. قياسات التردد والكثافة والوفرة للعصال والعكرش والسويدة Suaeda aegyptiaca (Hasselq.) Zohary هي الأعلى القيم في السبخات والسيسبان والسنا مكي Senna alexandriana Mill والعشر في الوديان وان اقلها في السبخات نبات رجل الحرباء Dactyloctenium aegyptium (L.) Willd. والنخيل Phoenix dactylifera L. وفي الوديان نبات ذيل الثعلب Andropogon cucomus Nees والثيل Cynodon dactylon (L.) Pers.. أيضاً، يمكن أن يعطي قياس الكثافة والوفرة و الانتشار لبعض الأنواع النباتية مؤشراً لخصائص التربة التي تنمو فيها هذه النباتات كارتفاع درجة الملوحة و محتواها المائي فمثلاً اقتصر وجود نبات الشورة (المنجروف) Avicennia marina (Forssk.) Vierh بمنطقة سبخة امبيخة فقط و التي تميزت بتربتها الطينية الغرينية (Muddy soil), والتي تستقبل كميات كبيرة من المياه العذبة من وادي امبيخة في موسم الأمطار مما يقلل من درجة ملوحتها. احصائيا لا يوجد فروق معنوية بين متوسطات أعداد النباتات في السبخات والوديان (P< 0.05). دلت نتائج التحاليل الكيميائية على تفوق سبخة ووادي امبيخة على بقية المنطقتين الاخريين في معدلات تراكيز الكلور والبوتاسيوم والصوديوم والمغنسيوم والكبريتات و البرولين لنباتات العصال و العكرش و العشر و السيسبان. واوضح التحليل الاحصائي انه لا توجد فروق معنوية في الخصائص الكيميائية للنباتات لكل المتغيرات التي تم تحديدها (P > 0.05) ماعدا الكلور (Cl-) والذي أوضح أنه توجد فروق معنوية .(P ≤ 0.05) تتصف نباتات السبخات و الوديان بعدد من التحورات للتكيف مع بيئتها مثل "الجذور التنفسية في المنجروف ونتح الملح (Salt secretion) على سطح الاوراق كنبات العكرش والأوراق العصارية (Succulent) كما في العصال و نبات اللصف Capparis cartilaginea و اسقاط الاوراق المسنة والتي ترسبت فيها كميات كبيرة من الاملاح كما في السويدة ,وبذلك يحافظ النبات على مستوي منخفض من تراكيز الملح بداخل خلاياه وتحور الأوراق الى أشواك لتقليل فقد الماء والرطوبة كما في نبات السمر Acacia tortilis (Forssk.) Hayne. ونبات الزقاء Xanthium spinosum L. الشعيرات الدقيقة على الساق والارواق. أسهم التدخل البشري المتمثل في الاحتطاب و الرعي الجائر و الزراعة والتوسع العمراني و بناء الطرق و انتاج العسل في منطقة الدراسة في احداث العديد من التغيرات غير المرغوبة والتي ادت لتدهور الغطاء النباتي وتنوعه و انتشاره و انقراض بعض الأنواع كالشورة (المانجروف) و قد لوحظ هذا وبصورة واضحة في سبختي العيقة و بويش. أوصت الدراسة بالاهتمام بالغطاء النباتي و ضرورة تنميته و المحافظة عليه و حمايته وادارته بصورة مستدامة و سن القوانين و التشريعات البيئية التي تضمن استغلاله بصورة مرشدة و التوعية البيئية بأهميتة والحفاظ على التنوع الحيوي فيه و ترشيد النشاطات البشرية و القيام بالأبحاث العلمية التي تسهم في تطوره و المحافظة عليه.

Description

Keywords

لنباتات السبخات والوديان - دراسات بيئية, الغطاء النباتي - محافظة حضرموت ,اليمن

Citation

Endorsement

Review

Supplemented By

Referenced By