أداب - ماجستير
Permanent URI for this collectionhttps://repository.neelain.edu.sd/handle/123456789/499
Browse
1 results
Search Results
Item الوجود المغربي في بلاد الأندلس وأثره على مؤسسات المجتمع الأندلسي إبان عصر الخلافة الأموية بالأندلس ( 317- 422 هـ / 929 – 1030م )(2009) أحمد محمد عبد السلام اللافيمستخلص البحث اتصلت بلاد المغرب ببلاد الأندلس منذ عهود قديمة عبر فترات تاريخية عديدة من خلال مضيق جبل طارق ، الذي كان همزة الوصل بين الشاطئين ، فمن خلاله كان الانتشار البشري والحضاري بين المنطقتين ، الأفريقية والأوربية . ازدادت أواصر الارتباط هذه بين العدوتين المغربية والاندليسية مع انتشار الدين الدين الإسلامي في سنة 92 هـ/ 711 م ، حيث تم توحيد المنطقتين تحت راية الإسلام حتى أنها عرفت بمنطقة الغرب الإسلامي تمييزاً لها عن مناطق الشرق ، مهد الدين والرسالات السماوية . كان للعلاقة التاريخية التي دمجت إلي حد كبير بين شعوب المنطقتين من خلال عمليات الاستقرار في الفترات السابقة عن لدخول الإسلام إلى بلاد الأندلس عاملاً أساسياً في سهولة عمليات الفتح والاستقرار في بلاد الأندلس الذي لم يتجاوز خمس سنوات ، مقارنةً بمناطق أخرى . فبلاد المغرب مثلاً جاوزت عمليات الفتح فيها سبعة عقود من الزمن ، ليس من جراء أسباباً تتعلق ببعد بلاد المغرب عن دار الخلافة ، وبالتالي ضعف السيطرة عليها كما ذكر البعض ، أو لغيرها من الأسباب ، وإنما من جراء الأزمات السياسية التي واجهتها الخلافة الأموية وتوقف عمليات الفتح لمرات عديدة . على العموم ، جازت الكثير من القبائل المغربية بعد أن تكبدت عمليات فتح بلد الأندلس ، بدايةٍ بحملة طارق بن زياد التي بلغ تعدادها سبعة آلاف مقاتل من المغاربة فقط ، ثم سارت على نهجها الكثير من القبائل الأخرى أثناء مشاركتها في الحملات العسكرية اللاحقة ، وأصبح المجاز منذ ذلك الحين مفتوحاً أمام الجميع ، جماعات وفرادى للاستقرار في القطر الجديد ، والذي في حقيقة الأمر لا يختلف كثيراً عن بلاد المغرب من حيث تكوينه الجغرافي والمناخي أيضاً ، فقرب المسافة بينهم سهل هو الآخر في عملية استمرار جواز المغاربة لبلاد الأندلس واتخاذها موطناً آخر قبيل مجيء الإسلام وبعده . كان للتواجد المغربي آثاره المباشرة على كافة ناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والعسكرية والعلمية ، فقد ظهرت للعيان في المجتمع الأندلس المختلط من مناطق عدة ، عربية ومغربية وصقلبية ، الآثار الواضحة والتي لازالت بعضاً منها باقية في المضمار المدني والفكري ، وبالتالي شاهدة على مدى قوة الحضارة الإسلامية عموماً كان أغلبها بصمات المغاربة المختلفة واتي تمثلت في نظم الدولة الإدارية ، وتطوير المؤسسة العسكرية ، من وسائل القتال و أعداد الخطط و إدارة المعارك التي اعتمدت على عمليات الكر والفر ، وغير ذلك من الوسائل اثناء المواجهة مع أعدائهم في عدة مواقع . أما فيما يخص الوضع الاقتصادي فإننا نلمس بجلاء أولاً أسس الفلاحة ، أو الأنماط التي كانت سائدة لدى المغاربة في بلادهم والتزامهم بالدورات الزراعية خلافاً لما تحتاجه الأرض من نوع من الأنواع المختلفة من البذور، سيما أساليب جمعهم للمحاصيل الزراعية ، والنظم المتبعة لديهم في ادخار الحبوب وغيرها في أوقات أخرى مما ساهم في التوسع على زراعة مساحات أخرى جديدة وبالتالي وفرة الإنتاج الذي كان من أسباب الرخاء وبتالي تصديره إلى باقي الأقطار المجاورة ، كما اسعوا أيضاً في الاهتمام بتربية الحيوانات والإكثار منها وخاصة تربية الخيول وإنتاج أنواع جديدة من السلالات الحسنة منها . ساهم المغاربة أيضاً في عمليات الصناعات التقليدية التي كانت بسيطة في بداية الأمر ، ثم ازدهرت وتطورت وغلبت على الكثير من القرى والمدن التي استقرت فيها القبائل المغربية كالحياكة والحدادة والدباغة وصناعة الألبان ولوازم الخيول وما يتطلبه الفارس من ثياب وأدوات الزراعة المختلفة هذا بالإضافة إلى بناء وتشييد الدور ذات القباب الواسعة والمتخذة شكل الدائرة أحياناً. دفع هذا التفاعل الإجتماعي والاقتصادي رواجاً تجارياً ساهم المغاربة كقبائل مجندة للعمل في جيش الخلافة الأموية وبتالي تم لها السيطرة على الطرق التجارية في بلاد الأندلس وأوروبا وبلاد المغرب ، تمثلت في المبادلات التجارية بما تحتاجه في تلك الفترة . كان للروابط الاجتماعية للمغاربة من القوة والتشابك فيما بينهم على الرغم من حدة الصراع فيما بينهم ، ضد الجنسيات الأخرى في بلاد الأندلس أثرها في تقوية العلاقات الاجتماعية مع غيرهم من الفئات الأخرى ، فأصبح المجتمع الأندلسي تسوده نظرة القبيلة على الرغم من تنوعه واحترامهم لهذا التنوع في أكثر فترات الخلافة الأموية . أضاف المغاربة أيضاً الكثير من اللمسات الثقافية المتنوعة ، كالعادات والتقاليد بما تحتويه أنماط وسلوكيات حياتهم اليومية خاصة في إعداد الطعام وطريقة تقديمه ، بالإضافة إلى نوعية اللباس والمتمثل في لبس العمائم التي كانوا يرتدونها فميزتهم عن غيرهم من الناس ، وأصبحت تلك الشخصية محل فخر واعتزاز شهد به الكثير من شعرائهم في قصائدهم . ومجمل القول، أن لهذا الاقتراح الفكري والحضاري عموماً بين أبناء العدوتين من مغاربة وأندلسيين ساهم بشكل كبير في عملية الرخاء الاقتصادي والوئام الاجتماعي الذي شمل كل طوائف المجتمع الأنـدلسي ، كان لكل الفئات أثر واضح ، غير أن دراستنا هذه انصبت على الجانب المغربي ، فأبرزنا ما استطعنا إبرازه من خلال دور التواجد المغربي في بلاد الأندلس بصفة عامة .