د. محمد ياسين محمد سعيد2016-07-252016-07-252016-04-011858-6228http://hdl.handle.net/123456789/2885فإن من بين آلاف الكتب التي تحتضنها رفوف هذه المكتبة أو تلك، تبقى للكتب ‏المخطوطة ميزة خاصة، يحرص القائمون على شؤون المكتبات على حفظها ورعايتها والعناية بها، ‏بل يشبه أديب ظريف تلك المخطوطات وهي تحظى بالرعاية والعناية والحفظ يشبهها بالمحكوم ‏بالسجن المؤبد!!‏ ولعل شدة الحرص تلك، تستتبع أحياناً منع الباحثين والمحققين من الوصول إليها، ‏والإطلاع عليها، والاستفادة منها، وتعميم محتوياتها. وكثيراً ما نقرأ عن تلف هذا المخطوط أو ذاك ‏أو ضياعه بسبب إنتقال المكتبة من مورث حريص إلى وارث مهمل. أو بسبب آخر كالحريق ‏والكوارث الطبيعية أو البيئية.‏ ولتحقيق المخطوطات والكتابة فيه قواعده وأصوله، وعدته، إذ تبقى غاية ‏التحقيق هي تقديم المخطوط صحيحاً كما وضعه مؤلفه. وللقارئ أن يتخيّل غياب وافتقاد عدد ‏هائل من الكتب التراثية المهمة المطبوعة لولا جهود المحققين في المخطوطات الذين يفتشون عن ‏المخطوطات أولاً، ويحددّون أهميتها ثانياً، ثم يحققون في صحة الكتاب المخطوط وفي صحة اسم ‏مؤلفه ونسبته إليه، ويردّون النصوص إلى أصولها ومصادرها الأساسية، ويصححون ما قد يكون ‏أخطأ فيه المؤلف، أو خانته فيه الذاكرة أو الناسخ . مشيرين إلى اختلاف النسخ، واختلاف الروايات في كل ‏لفظة، مشيرين إلى ما يرجح صحته بعد دراسة يقوم بها المحقّق لكل رواية واضعاً في الحاشية ‏المصحّف والمحرّف والخطأ، إلى غير ذلك مما يبذله المحقق حتى يقدم للقارئ مخطوطاً قديماً ‏كُتب بخطٍ غير واضح، وبأوراق قديمة صفراء مهلهلة، يقدمه، بحلة قشيبة، وبثوبٍ زاهٍ، يشف عما ‏تحته من علم وثقافة بجمال ووضوح.‏تحقيق: الفصل الثاني في السلم من الفتـاوى الظهيريةتحقيق: الفصل الثاني في السلم من الفتـاوى الظهيرية (للإمام ظهير الدين أبي بكر محمد بن أحمد بن عمر البخاري 619هـ)