مها صديق أحمد عبد الحي2017-11-062017-11-062015http://hdl.handle.net/123456789/7344المقدمة: الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد : فإن الصلاة هي أهم أركان الدين ، فهي الصلة بين العبد والرب سبحانه وتعالى، وهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به ..(ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد). وأنها فرضت من فوق سبع سماوات قال أنس: (فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به خمسين، ثم نقصت حتى جعلت خمسا، ثم نودي يا محمد: إنه لا يبدل القول لدي، وإن لك بهذه الخمس خمسين). وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، وفي الحديث: (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ....). "والصلاة واجبة على جميع المسلمين ، ولا تسقط عنه بأي عذر من الأعذار ، ويمكن للمسلم أداؤها بأحواله المختلفة ، قائماً أو قاعداً أو جالساً أو راقدا حسب مقدرته ، ومما لا شك فيه أن المسلم يجب عليه أن يتقرب إلى خالقه سبحانه وتعالى بالصلاة، وهذا التقرب يتطلب من المسلم معرفة الطريق السليم الذي يوصله إلى خالقه ، ولا يتم ذلك إلا عن طريق العبادات ، والصلاة هي أعظم العبادات عند الله ، لأنها صلة مباشرة بين العبد وربه ؛ لذلك فإن على الإنسان المسلم الاهتمام بمعرفة أحكام الصلاة ، لأنها الحد الفاصل بين الإسلام والكفر ، ولا تعد الصلاة صحيحة إلا باستكمال شروطها ، وأن تؤدي الصلاة في مواقيتها المحددة لتتم على أكمل وجه ، إتباعاً لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأداء أركان الصلاة حتى تكون العبادة مقبولة وعلى وجهها المشروع ، وأداء سنن الصلاة التي كان يواظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج وكانت خمسين ثم نقصت إلى خمس بعد ملاقاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبراهيم ، ورد في صحيح البخاري :(...ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام، ففرض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال: ما فرض الله لك على أمتك قلت: فرض خمسين صلاة، قال فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعني فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فقلت: وضع شطرها؛ فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق، فراجعت فوضع شطرها، فرجعت إليه، فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعته، فقال: هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك، فقلت استحييت من ربي ....الخ). وقد جاء في القرآن الكريم على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام وهو يبني البيت الحرام قائلاً: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} (إبراهيم: 40) وقد فرضت الصلاة على جميع الأمم السابقة وقد حث الأنبياء على أدائها وقد جاء ذكر الصلاة في العديد من سور القرآن ومنه قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة: 5) وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالصلاة وعلمهم إياها حيث قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وقد حث الصحابة رضوان الله عليهم يؤدون الصلوات الخمس في جماعة واهتم المسلمون بإنشاء المساجد وعمارتها لأداء الصلوات على أدائها ومعاقبة تاركها، وقد امتلأت المساجد في عصرنا هذا بالمصلين الذين فيها مصداقاً لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ} (التوبة: 18)"الصلاة - جوانب فقهيةحكم قضاء فريضة الصلاة والأعذار المسقطة للقضاءThesis