الهجرة الدولية إلى الجماهيرية الليبية : الأسباب والآثار المترتبة

Abstract

مستخلص إن ظاهرة الهجرة الدولية إلى الجماهيرية العربية الليبية ، واختلاف اتجاهاتها ، وتحولها من المدن الكبرى المتميزة بحجمها ،و الخدمي ، والوظيفي( كطربلس ) ،إلى المدن الصغرى، ( كغريان ) التي لازالت تؤدي وظائف ثانوية كالزراعة ،وبالتالي برزت كمشكلة كان من الواجب دراستها لمعرفة أسبابها وآثارها المترتبة لما قد تخلفه من مشاكل اقتصادية،واجتماعية ،وديموغرافية أكثر مما قد تساهم به في عملية التنمية وتفعيلها ، وقد اتبعت هذه الدراسة عدة مناهج لعل أهمها الإحصائي( وصفي تحليلي مقارن ) ، إضافة إلى المنهج السلوكي والمنهج المكاني والذي يعتمد على الأسلوب الكمي القياسي ،وعند إجراء الدراسة سحبت العينة بما لايقل عن (10  ) بحوالي (672 مهاجر) ،تم اختيار العينة الطبقية نتيجة لعدم تجانس فئات مجتمع الدراسة من المهاجرين إضافة لاستخدام العينة المساحية نظرا للانتشار الجغرافي لوحدات العينة في جميع فروع منطقة الدراسة ، واعتماد أسلوب المقابلة أحياناً في جمع البيانات لسد الفراغات الواقعة في استمارة الاستبيان ، وعولجت البيانات ببعض المعاملات الإحصائية مثل الإحصاء الوصفي : النسب المئوية ومقاييس النزعة منها المتوسط –الوسيط ، فضلا عن بعض المعالجات الاستدلالية مثل اختبار مربع كاى لمقارنة مجموعة من التكرارات الملاحظة والنظرية ولبيان تأثير متغير على أخر ، ومعامل التوافق لوصف درجة الاقتران بين المتغيرات ، واختبار العلامة (k ) للوقوف على دلالة الفروق بين علامات عدد من العينات في ضوء قيم الوسيط للمجتمعات التي سحبت منه العينات، وانتهت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان أهمها اعتبار العامل الاقتصادي وراء قرار الهجرة الدولية من مناطق المنشأ إلى منطقة الدراسة وبنسب تراوحت بـ(81.7 ) من إجمالي الأسباب الطاردة واعتباره أيضاً على رأس الأسباب الجاذبة لمنطقة الدراسة وبنسب تراوحت بـ (83.49) من تلك الأسباب أيضا ، إضافة لما أعربته الدراسة من دور واضح للظروف الطبيعية والبشرية نتج عنها مردود اقتصادي واستقرار معيشي ليس لسكان المنطقة فحسب وإنما أيضاً للمهاجرين إليها ،هذا فضلاً على ما أظهرته الدراسة وبنسبة (60.42) لمن فظلوا الإقامة والبقاء في منطقة الدراسة (شعبية غريان )على باقي أنحاء الجماهيرية تبعا لتوفر فرص العمل، ناهيك عن كل ما جاءت به نتائج الدراسة من آثار ايجابية وسلبية خلفتها هذه الظاهرة كتنمية المنطقة اقتصاديا من خلال دور المهاجرين وتغطيته بشريا في بعض قطاعات البُنية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة ،إضافة لبعض الآثار السلبية كظهور بعض السلوكيات الشاذة والمنحرفة والجرائم التي لم تكن موجودة في المجتمع الليبي وما صاحب ذلك من أمراض ومشاكل واسهم في انتشار ثقافات وعادات غريبة عن ثقافتنا الليبية ومجتمعنا الإسلامي .