ملامح التجديد في النقد في العصر العباسي : النقد وقضية الاعجاز القرآني انموذجا

Abstract

معلومٌ أنَّ القرآن الكريم عند نزوله أثار دهشة العرب وخلب الألباب وبهر العقول ، لا سيَّما وقد وقع به التَّحدي والإعجاز ، فظلَّ العلماء في كلِّ عصر من العصور بعد الإسلام يحاولون الكشف عن أسرار ذلك التَّحدي ، والوصول إلى مفاتيح قد تؤدِّي إلى معرفة وجوه ذلك الإعجاز ، وفي الوقت نفسه كان هنالك شرذمة يحاولون إبطال القرآن والتَّقليل من شأنه ، بل حاولوا معارضته والإتيان بمثله ، ولكن هيهات هيهات ، فجلَّ من قائل ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالِْْنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بعَْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ﴾ 1 ولقد كان لعلماء العصر العبَّاسي - منذ بدايته - الفضل الأكبر في تأليف الكتب الَّتي يدافعون فيها عن إعجاز القرآن ، ويردُّون على ذوي الحجج الواهية في إبطال الإعجاز القرآني، متناولين آراءهم بالرَّدِّ والنَّقد، ومن هنا تغيَّر مفهوم النَّقد الَّذي ظلَّ متعلِّقًا منذ أمد بعيد بالشِّعر وال نَّثر، فأصبحت تلك الكتب وغيرها ذات طابع مميَّز في النَّقد ؛ إذ نلحظ فيها روح التَّجديد والخروج عن دائرة المألوف. وبناءً على ذلك، فقد رأينا أن يكون موضوع ورقتنا متعلِّقًا بالت جديد في الن قد في العصر العب اسي، وقد صببنا جلَّ اهتمامنا على النَّقد المتعلِّق بإعجاز القرآن الكريم ، محاولين بذلك إظهار روح التَّجديد عند كلِّ من أسهم بكتابات في هذا المجال. وعليه دارت الدِّراسة حول تلك الآراء النَّقديَّة المتعلِّقة بإعجاز القرآن ، متَّبعة في ذلك المنهج الوصفي التَّحليلي . هذا ، ومن أهمِّ ما أثمرته الدِّراسة أنَّ إنكار الإعجاز القرآني من قبل الْاحدين بمثابة الْذوة الَّتي أشعلت غيرة المسلمين وأوقدت أذهانهم فشمَّروا عن سواعدهم وأعدُّوا العدَّة للدفاع عن قرآنهم العظيم ، فكان ميلاد النَّظريَّات النَّقديَّة والبلاغيَّة الَّتي لا زالت إلى الوقت الحالي محطًّا للأنظار وموضوعات للبحوث ، لا سيَّما نظريَّة النَّظم الَّتي وضع الْاحظ بذورها الأولى، ونمت غراسها عند الخطَّابي والرُّمَّاني ، وآتت أكلها عند الْرجاني.

Description

Keywords

التَّجديد في النَّقد ., النقد الادبي - العصر العباسي, النَّقد - إعجاز القرآن

Citation

Endorsement

Review

Supplemented By

Referenced By