أثر وسائل التواصل الاجتماعي في قيام الربيع العربي دراسة حالة: تونس

Abstract

مستخلص البحث تعالج هذه الدراسة قضية مهمة وحيوية بالنسبة للباحثين والدارسين لاتجاهات الرأي العام والتعبئة السياسية من خلال محاولة فهم دور وسائل التواصل الاجتماعي خلال الثورة التونسية، باعتبارها فاعلا لا يمكن تجاهله في الأحداث السياسية بالمنطقة العربية التي تفتقد للديمقراطية وحرية التعبير. ورغم اختلاف الكثير من الباحثين في دور ومساهمة وسائل التواصل الاجتماعي فيما حدث، فقد برزت الكثير من الأسئلة التي عبرت عن مشكلة البحث من حيث الأثر السياسي لهذه الوسائل ومدى إمكانية توظيف قدرتها التعبوية في الحشد الشعبي والتظاهر والخروج للشارع ومساهمتها في تقويض شرعية الأنظمة القائمة بالتركيز على سلوك هذه الأنظمة وعلى التعذيب والفساد والمحسوبية، وبالتالي التمهيد بشكل تدريجي للاحتجاج عليها وتأجيج مشاعر العداء ضدها. فقد كانت هذه الأسئلة مقدمة وضع على أساسها الباحث فرضية رئيسية لهذا البحث تتمثل في وجود دور فاعل لوسائل التواصل الاجتماعي في التغيير السياسي في الوطن العربي عبر تحفيز وبلورة العوامل والمطالب الاقتصادية والسياسية وترجمتها لشعارات ونشاطات على الأرض لتكون ساحة بديلة. يقوم هذا البحث على "دراسة حالة" وهي أثر وسائل التواصل الاجتماعي في الثورة التونسية، خلال فترة هذه الثورة (من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 يناير 2011) بالتركيز على الوصف المفصل والتفسيرات والشروحات المرتبطة بمجموعة تصنيفات من المشاركين في النظام الاجتماعي. اختار الباحث تونس لاسبقيتها بالظاهرة ومهد ما عرف بالربيع العربي، وارتفاع نسبة التعليم والوعي السياسي والبنية الاتصالية. وأستخدم الباحث استمارة استبيان ميدانية في تونس تضمنت 29 سؤالاً بعدد 100 عينة تتراوح أعمارهم ما بين 19 و60 عاما، حول أثر وسائل التواصل الاجتماعي في الربيع العربي بالتطبيق على تونس. وأظهر تحليل الدراسة الميدانية أن دور وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر والمدونات) كان مؤثرا في التغيير السياسي في تونس لتحفيزها وتحويلها المطالب الاقتصادية والسياسية لأفعال ثورية على الأرض. وقد كان لخصائص وسائل التواصل الاجتماعي من سهولة الاستخدام والمرونة والجاذبية وصعوبة المراقبة دوراً كبيراً في إنجاح عملية التغيير في تونس. أوصت الدراسة: بالاهتمام بشبكات التواصل الاجتماعي في الفعل الاجتماعي الهادف للتغيير السياسي.على الفاعلين السياسيين الاستفادة من خصائص سرعة الوصول والمرونة وسهولة استخدام هذه الشبكات، والأخذ في الاعتبار التأثير الذي أحدثته هذه الوسائل في البيئة السياسية العربية على ضوء تطور بنية الاتصالات الذي وفرته القفزات الهائلة في هذا المجال

Abstract This study is an important and vital piece of work for researchers and scholars of public opinion and political mobilization. It tried to understand the role of Social Media during the Tunisian revolution as a factor that cannot be ignored in political events in the Arab region during what was called Arab Spring in 2011. The role and contribution of Social Media in the Arab Spring, was the core question which this research tried to answer in terms of street mobilization, exposing regime's misbehavior, corruption and nepotism which fueled protests and hostility against regimes. The main hypothesis of this research is that there is an effective role of social media in political change in the Arab world where the social networks managed to stimulate and crystallize the political, social and economic grievances into demands and translate them to slogans, activities and revolutionary acts on the ground. This research is based on a case study of "The Impact of the Social Media in the Tunisian Revolution" (17 December 2010 to 14 January 2011). I chose Tunisia because it was the cradle of the Arab Spring, with high percentage of education, political awareness and communication infrastructure. For the field study the researcher used a questionnaire of 29 questions for 100 participants age between 19 and 60. The data, which was collected and processed by Applied Social Sciences Forum in Tunisia, showed the influential role of social media (Facebook, Twitter and blogs, etc.) in the political change in Tunisia. Social networks have been able to stimulate and crystallize the economic and political grievances into demands and translate them to slogans, activities and revolutionary acts in the streets. The ease of use, flexibility, attractiveness and difficulty in monitoring of social media played a positive role in the political change in Tunisia. Young people, according to the study, emerged as the spearhead force to ignite the revolution in Tunisia. The study suggested several recommendations, that attention should be given to social networks during social movements’ revolutions that try to pursue political and social change in any country, especially in light of repression of freedom of expression in the Middle East. The political actors should pay attention to the social networks in their activities and benefit from their characteristics and taking into account the impact that these means have had on the Arab political environment in the light of an advanced telecommunications structure.