قضية جنوب السودان : الحلول السلمية المضامين و النتائج السياسة و العسكرية 1954 - 1772
Date
2005
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
المستخلص باللغة العربية:
هدفت هذه الدراسة لألقاء الضوء على الحلول السلمية التي قامت بها الحكومات الوطنية المتعاقبة منذ الحكم الذاتي وحتى حكومة مايو حيث تناولت الدراسة مضامين تلك الحلول وماترتب عليها من نتائج.
تناولت الدراسة الأسباب التي أدت إلى إندلاع التمرد الاول في توريت عام 1955م ونتائجه ، وما قامت به إدارة الحكم الذاتي لمواجهة ذلك التمرد وما أدى إلى انقلاب 1958م بقيادة إبراهيم عبود .
اٍستعرضت الدراسة الحلول التي إتخذتها حكومة الانقلاب العسكري الأول لمواجهة المعارضة الجنوبية التي تمثلت في الاسلمة والتعريب حيث أدى ذلك إلى انفجار المعارضة الجنوبية ودخولها مرحلة التنظيم السياسي والعسكري وذلك عندما قامت المعارضة الجنوبية بانشاء الأحزاب السياسية مثل سانو والعسكرية مثل الأنانيا أدى ذلك التصعيد من قبل المعارضة الجنوبية إلى زوال الحكم العسكري بقيام ثورة اكتوبر 1964م الشعبية ودخول البلاد مرحلة جديدة في تطور قضية الجنوب التي أتخذت فيها الحكومة الديمقراطية الثانية في بادئ الأمر من الحوار ديدناً لها للوصول إلى حل لقضية الجنوب ، وفي محاولة منها لإعادة الثقة المفقودة لدى الجنوبيين قامت تلك الحكومة بالدعوة لإنعقاد مؤتمر المائدة المستديرة والذي كان أهم ما خرج به هو الإعلان عن قيام لجنة الأثني عشر والتي استطاع الطرفان فيها التوصل إلى العديد من نقاط التلاقي فيما اختلفوا في النذر اليسير حيث دعا رئيس الوزراء آنذاك الصادق المهدي لعقد مؤتمر الأحزاب السياسية والذي نجح في الوصول إلى إتفاق في نقاط الاختــلاف .
ورغم ذلك فقد تواصلت المعارضة الجنوبية بشقيها العسكري والسياسي، فما كان من حكومات الديمقراطية الثانية إلا أن تواجه ذلك باتخاذ عدد من التدابير التي نجحت بعض الشيء في الحد من جذوة المعارضة الجنوبية.
ونسبة للخلافات الكثيرة في الحكومات الوطنية تحرك الجيش في 25/5/1969م واستولي على السلطة ، كان أهم ما جاء به النظام العسكري الثاني بقيادة جعفر نميري هو بيان التاسع من يونيو 1969م الذي جاء مشتملاً لمعالجة كثير من القضايا التي تهم الجنوبيين وكما اعطي البيان الجنوبيين كذلك حق الحكم الاقليمي ورغم ذلك إلا إن الرؤي الجنوبية تباينت ما بين مؤيد ومعارض لذلك البيان وسياسة الحكومة .
شهدت فترة الحكم المايوي مزيداً من النشاط السياسي والعسكري للمعارضة الجنوبية وذلك بسبب الدعم غير المحدود من دول الجوار وخاصة يوغندا ، اثيوبيا – الكنغو ، إضافة إلى الدعم الأجنبي من الدول الغربية والولايات المتحدة عن طريق الدعم الفني المتمثل في السلاح و المرتزقة والدعم المعنوي باتاحة وسائل الإعلام الغربية للمعارضين الجنوبيين.
ورغم ذلك فقد إستطاع نظام مايو مواجهة تلك المعارضة الجنوبية بقيامه بعمليات عسكرية أدت إلى أن تفقد المعارضة سيطرتها على كثير من المدن التي كانت تحت قبضتها .
كما إستطاعت حكومة مايو أن تصل إلى إتفاق سلام مع المعارضين في أديس أبابا عام 1972م وذلك بمساعدة مجلس الكنائس العالمي ومجلس الكنائس الأفريقية .
تعتبر مشكلة الجنوب هي المعضلة التي واجهت السودان منذ الاستقلال نتيجة لسياسات الحكومة البريطانية وسياسات الحكومات الوطنية المتعاقبة التي سعت لحل المشكلة بالوسائل التي تراها مناسبة.
هدف البحث
يهدف هذا البحث لإلقاء الضوء على الحلول السلمية ومضامينها ونتائجها والعوامل التي ساعدت على استمرار المشكلة وفشل هذه العوامل .
أهمية البحث
تأتي أهمية هذا البحث في أنه يغطي فترة من أهم فترات المشكلة والتي تبدأ من تمرد 1955م وتمتد حتى إتفاقية إديس ابابا في مارس 1972م ، وتنبع هذه الأهمية في أن هذه الفترة شملت كثيراً من الحلول السلمية التي نفذتها الحكومات الوطنية المتعاقبة، إضافة إلى أن القضية تمثل الهم الأكبر لها .
الدراسات السابقة
حظيت قضية جنوب السودان بكثير من الإهتمام من قبل الباحثين والدارسين ويعود ذلك لأهميتها باعتبارها قضية السودان المركزية منذ الاستقلال، وقد تناولت هذه الدراسات القضية من مختلف أبعادها ومن هذه الدراسات التي تناولت القضية موقف بعض الأحزاب السياسية السودانية من قضية الجنوب مثل دراسة الباحث جعفر أحمد كرار التي تناولت موقف الحزب الشيوعي السوداني من المسألة الجنوبية في الفترة من 1964-1983م ، كما تناول الباحث عبدالعظيم محمد محمد الصادق موقف وتعامل الحركة الإسلامية من قضية الجنوب .
كما تناول عدد من الباحثين وضع الجنوب السياسي والإجتماعي خلال الحقب المختلفة مثل دراسة الباحث عبدالعزيز محمد موسى التي تناولت الجنوب إبان الحكم العسكري الأول إضافة إلى دراسة الباحث أيمن كمال امين السيد الذي تناول فترة الحكم العسكري الأول بشكل عام وقد تضمنت دراسته قضية جنوب السودان من خلال العلاقات الخارجية مع دول الجوار ، كما تناولت الباحثة أميرة بكري محمد الماحي جنوب السودان أبان فترة حكومة مايو .
تناولت عدد من الدراسات مواقف القادة والنخب السياسية الجنوبية من القضية ومن أبرز الدراسات في هذا الموضوع دراستي الباحثين طلحه مصطفى محمد وعبدالباقي محمد الظافر إضافة إلى العديد من الدراسات التي تناولت الموضوع بشكل عام في فترات زمنية مختلفة .
منهج البحث
إتبعت في هذا البحث المنهج التاريخي الذي يدرس الظواهر الاجتماعية والسياسية وذلك لايجاد علاقة بين الماضي والحاضر مما يساعد في تغيير الظواهر عبر الأزمنة.
المصادر
إعتمدت على عدد كبير من المصادر الأولية في كتابة هذه الدراسة ، إضافة إلى عدد كبير من المراجع العربية والإنجليزية والعديد من الدراسات ذات الصلة بالموضوع .
التبويب
أما تقسيم البحث الهيكلي فقد إشتمل على التمهيد والذي تناولت فيه العلاقات التاريخية بين الجنوب والشمال قبل دخول الأتراك وحتى عام 1955م .
يقع البحث في سبعة فصول ، تناولت في الفصل الأول التمرد الأول في توريت 1955م والأسباب التي أدت إلى اندلاعه ثم النتائج التي ترتبت على ذلك .
أما الفصل الثاني فقد عرض السياسات والحلول التي انتهجها النظام العسكري الأول 58-1964م متناولاً في ذلك مضامين تلك الحلول المتمثلة في الأسلمة والتعريب ومحاربة النشاط الكنسي وطرد القساوسة إضافة إلى نتائج تلك الحلول، المتمثلة في فرض الحلول العسكرية من قبل حكومة الرئيس عبود، إضافة إلى قيام الهيئة القومية لشئون الجنوب كما تناول ردود الفعل الجنوبي الذي تمثل في ظهور الأحزاب الجنوبية بالخارج والأنانيا لمواجهة النظام العسكري سياسياً وعسكرياً.
أما الفصل الثالث فقد اشتمل على الحلول السلمية التي انتهجتها حكومات الفترة الديمقراطية من 64-1969م وذلك بداية بمؤتمر المائدة المستديرة مروراًًَ بلجنة الاثني عشر إنتهاءً بمؤتمر الأحزاب السياسية.
وقد تناولت في الفصل الرابع النشاط السياسي والعسكري للأحزاب الجنوبية في فترة الديمقراطية الثانية وقد تضمن الفصل أيضاً الوسائل والأجراءات التي انتهجتها حكومات الفترة الديمقراطية لمواجهة ذلك النشاط.
اما الفصل الخامس فقد تعرض لمحاولات النظام المايوي 1969-1971م لحل المشكلة سياسياً وعسكرياً ورد الفعل الجنوبي العسكري والسياسي على تلك الحلول.
وفي الفصل السادس تناولت دعم دول الجوار للتمرد من 69 إلى 1971م وذلك من خلال التركيز على الدول التي قدمت مساعدات للمعارضة أما من خلال إستضافة قادة المعارضة أو من خلال تقديم العون المادي والمعنوي للمعارضة الجنوبية .
تناولت في الفصل السابع الدعم الأجنبي للمعارضة الجنوبية من 69 إلى 1972م واتفاقية أديس أبابا والتي إختتمت بها الفترة الزمنية للبحث ، هذا وقد اشتمل هذا الفصل على الدعم الإسرائيلي والأوربي اما مباشرة اوعن طريق دول الجوار .
وفي خاتمة هذا الفصل تناولت اتفاقية السلام الموقعه في أديس أبابا في مارس 1972م موضحاً المساعي التي بذلت لتحقيق ذلك الهدف وما اشتمل عليه الاتفاق من بنود ، إضافة إلى الخاتمة التي تضمنت النتائج التي توصل اليها الباحث .
Abstract The problem of the Southern Sudan ; Peaceful Solutions Contents , Political and Military results . The problem of the Southern Sudan has been an issue of vital importance to all -successive regimesfor the last half century . The study aspects which did not recieve serious attention by researches and that is the peaceful solutions presented by regimes since independence till 1973 when Addis Ababa Treaty was signed. . The first national government (1954) was confronted with the T oreit mutiny of 1955 . The solution afforded presented only a partial solution and the Coalition Government (1958) was only trying to regain confidence of the people of the South . The first military regime (Nov. 1958) initiated a scheme of Islamization and Arabicization in an effort to minimize differences between the North and South and also to compete with the Christian missionary societies . The result was the break out of a. Southern opposition both political and military in a big scale. The collapse of the military regime on the wake of the October Revolution of 1964 revived the hopes for a peaceful solution . This materialized in the Round Table Conference held in Khartoum which proposed the formation of Twelve Member Committee to follow up resolution of the the Conference . The elected government of 1965 called for the political parties conference headed by it's prime minister al-Sadig al-Mahdi . Through these efforts some considerable success was achieved but unfortunately was still short of hopes of the southerners . The support which the political and military organizations received from neighbouring countries was partly responsible of the failure of peaceful solutions . Unlimited supports was afforded to southern militia and parties from Uganda , Ethiopia and the Congo . Western countries and the church were also very generous in providing arwaments , training and logistic helps . Reportsma‘ bout daily. attacks or posts of the Sudanese army came from the South and even major cities were coming under imminent danger . So with the coming of the second military regime (May 1969) the problem was very serious . The new leader realized that the only feasible solution is a political one and so with th help of the world Churches Council and the African Churches Council the Treaty of Addis Ababa was signed in 1973 between Southern leaders and the sudanese government.
Description
Keywords
تسوية النزاعات, جنوب السودان - تاريخ