الحقبة الديمقراطية الأولى في السودان (1953م – 1958م) الانجازات والاخفاقات

Abstract

المستخلص تتناول هذه الدراسة الحقبة الديمقراطية الأولى في السودان من حيث الظروف التي أدت إلى قيامها والعقبات التي صادفتها (1953م – 1958م) . وهي حقبة لها أهميتها القصوى في تاريخ السودان المعاصر إذ شهدت تصفية إدارة الحكم الثنائي بعد حوالي خمسين عاماً ومهدت الطريق لظهور السودان كدولة مستقلة كاملة السيادة . كان قيام الثورة المصرية في 1952م العامل الابرز في تلك الحقبة إذ أن تمسك الحكومات المصرية السابقة بحق السيادة على السودان اعاق التوصل لأي اتفاق بين طرفي الحكم الثنائي إلا ان حكومة الثورة اعلنت الاعتراف بحق السودانيين في تقرير مصيرهم مما أدى إلى توقيع اتفاقية الحكم الذاتي 1953م ونجحت الحكومة المصرية في التفاهم مع الاحزاب السودانية وتحديد الموضوعات التي سوف تناقشها مع الحكومة البريطانية . حددت الاتفاقية جملة مهام للمرحلة القادمة شملت قيام انتخابات وتشكيل حكومة وطنية على ضوئها لتقوم الحكومة بتصفية الادارة الثنائية عن طريق السودنة والجلاء وتقرير المصير اضافة إلى اعلان الاستقلال ووضع دستور للبلاد . ولقد نجحت الحكومة التي شكلها الحزب الوطني الاتحادي اثر فوزه باغلب مقاعد البرلمان الجديد في تنفيذ اغلب المهام التي اسندت إليها إلا أن الاحزاب ذات التوجه الطائفي (الانصار والختمية) ساءها انفراد الاتحاديين بحسم قضية الاستقلال فاتفقت على وضع العراقيل امام تلك الحكومة مما ادى إلى اسقاطها بدعوى تشكيل حكومة قومية ثم حكومة ائتلافية (حكومة السيدين) والتي انهارت بدورها لتشكل الحكومة الائتلافية الثانية والتي صادفتها جملة عقبات منذ البداية اهمها عدم الانسجام حول كثير من القضابا الداخلية والخارجية كما فشلت في اجراء انتخابات للجمعية التأسيسية في موعدها لاجازة الدستور الدائم وخلافات مع الجيران مما أدى في النهاية إلى انهيار الحقبة الديمقراطية باستلام الجيش للسلطة في 17 نوفمبر 1958م .