الفكر التربوي عند ابن سينا

Abstract

المستخلص باللغة العربية: تقوم هذه الدراسة على قاعدة ذلك النقاش الهائل الذي دار وما زال يدور حتى الن حول الفكر التربوي باعتباره دعامة أساسية من جملة الدعائم التي تعمل على تقدم المجتمعات والرتقاء بها، ومن أهم الجوانب المؤثرة في كيان الفرد وأفكاره وحقوقه، خاصة بعد تعرض العالم لموجة من الهزات الخلقية المتتابعة والتي تهدد رصيده من القيم التربوية، حيث أن القيم التربوية تمثل مصدر المشاكل التي يعانيها العالم اليوم. ولهمية القيم التربوية قد تناولت هذه الدراسة مظاهرها في المجتمع السلمي، ومحاولة التعرف على الجوانب الساسية للفكر التربوي السلمي والعمل على ترسيخها ونشرها في كافة المجتمعات ووضعها موضوع التنفيذ، والرجوع إلى الصل والعمل على إبراز فكره الناضج وذلك من خلل تحليل الراسات المنهجية التي وضعها لنا الشيخ ابن سينا كأحد أعلم الفكر التربوي السلمي والذي كان له دور أساسي في ترسيخ وتجديد .مفاهيم الفكر التربوي وعمل على ترسيخ القيم التربوية السلمية وتهدف هذه الدراسة للوقوف على العوامل التي ساهمت في تشكيل الفكر التربوي عند ابن سينا، ومن ثم التعرف على الساليب التربوية التي يستخدمها لتثبيت جوانب الفكر منظورً إسلمياً للتربية التربوي السلمي، وتوضح أن الفكر التربوي لبن سينا يمثل ا والتعليم والتجديد الديني في العصر الحديث، وكذلك عقد مقارنة بين الفكار التربوية لبن .سينا مع غيره من علماء التربية المسلمين والغربيين ولكي يتم تجسيد هذه القيم التربوية وتطبيقها علمياً في المجتمع لبد من تناول المرتكزات الساسية من منهج ومعلم وطرق تدريس والتي بدورها تشكل حلقات مترابطة .تؤدي في نهايتها إلى تحقيق الجانب التربوي والخلقي وقد استخدم المنهج التحليلي الوصفي والتاريخي لتوضيح الظاهرة موضوع الدراسة، وذلك لن المنهج التحليلي الوصفي يصف ما هو قائم ويفسره بدللة الحقائق المتوفرة في المصادر والمتعلقة بموضوع البحث ويهتم بتحديد الظروف والعلقات التي توحد بين الوقائع بهدف دراسة الفكر التربوي لبن سينا حتى يمكن الستفادة منه في الحاضر . والمستقبل كما اتبع هذا البحث المنهج التاريخي لدراسة الفكر التربوي لبن سينا واستخلص العوامل السياسية والجتماعية والثقافية التي تأثر بها تكوينه الشخصي وفكره .التربوي ونشاطه الجتماعي وقد توصل هذا البحث لعدد من النتائج والتي سيرد سردها تفصيلياً في خاتمة البحث :وقد تمثلت هذه النتائج في التي إن للنشأة السرية لبن سينا، ومؤثرات العصر الذي عاش فيه دور وتأثير في -1 .ترتيب وتكوين اللبنات الساسية لفكره التربوي متأثرً إلى حد ما بالفلسفة إن الفكر الفلسفي لبن سينا جاء ا -2 الرسطاطاليسية والفلسفة المشائية، فبنى فلسفة ل تخلو من رؤية تجميعية تمزج . مميزً في ذلك بين الوافد والموروث بين تعاليم السلم وتعاليم الفلسفة اليونانية، ا متميزً عن المذاهب الصوفية، حيث جاء إن المذهب التصوفي لبن سينا جاء ا -3 مركزً على الجانب النظري والدراسة والتأمل، ولم يكن ممارساً للتصوف بل ا .دارسً ومحللً فحسب، وصاحب مكاشفة وتجربة ذوقية ا إن فترة الصبي هي المرحلة الذهنية، ومرحلة النمو التي تخطط فيها شخصية -4 الطفل المستقبلية، لنها يتم فيها التعليم التلقائي بأبعاده الجسمية والحركية والحسية والنفعالية والعقلية والداركية واللغوية، وهي فترة حاسمة ومهمة في حياة النسان حيث تتحدد فيها معالم النمو وترسم فيها خريطة المفاهيم والمعارف .والخبرات والميول ضرورة العناية بميول الطلب وقابليتهم وحريتهم الفكرية في مجال العلوم -5 المختلفة واحترام العقل واليمان بقدراته، ومن ثم توجيههم نحو الدراسات التي .تؤهلهم لها تلك الميول والقابليات والقدرات إن الرياضة الجسدية تنمي عقل الطفل وروحه ولها دور في النهوض بالقيم -6 الخلقية، حيث عن طريق الرياضة، يستطيع الطفل التعرف على بدايات الخطأ والصواب ويتعرف على المعايير الخلقية كالعدل والصدق والتعاون واليثار كما .يكتسب القيم البداعية ويعبر عن الكثير من الطاقات البداعية ضرورة احتواء المنهج التجريبي وإدخال أساليب التوجيه المهني والتي تؤدي -7 معنوي ينفصل عن المور المادية، ً إلى تنمية القوة الجتماعية، ولبد أن يكون ا واحتوائه على تدريس الحقائق الواقعية وربطها بالخبرات اليومية والفعاليات .السائدة في المجتمع والواقع المعاش إن منهجية ابن سينا لم تعتمد على المنهج النقلي ولم تكن طريقة تقليدية، -8 حيث جاء منهجه متكاملً ضم العلوم الطبيعية والتجريبية والرياضة، كما نهى عن الجمود في المناهج لسيما المنهج الختياري حيث طالب بالحرية للمتعلم حتى .يستطيع مجابهة مطالب الحياة لنها في تطور وتغير مستمر إن منهجية ابن سينا جاءت نتيجة تجربة واقعية مستمرة من صميم الحياة -9 التي عاشها والمعرفة التي حصل عليها والتجارب التي خاضها، والمشاكل التي اعترضت طريقه، حيث قسم المعرفة إلى فروع ومواد مختلفة بحيث تتكامل فيها .كل الجوانب ويصبح المنهج متميزاً بالشمولية مراعاة التوسط في غرس الفضائل والصفات الحميدة بحيث يكون هنالك -10 تعادل وتوازن فل إفراط ول تفريط كما أننا بالوسط الحسابي ل يمكننا وضع تقييم أو غرس للفضائل بل علينا استخدام الوسط العتباري في غرس الفضائل والذي .يتغير بتغير الفراد والظروف واختلف الشخاص وتغير الوضاع واختلف الطبائع الهتمام بالتربية اللشعورية، والتي تشكل إيجاد وازع نفسي قوي يكون -11 للنسان بمثابة مرشد لسلوكه في الحياة يبصره بعواقب أفعاله، وهو الذي يجعل محاسبة النسان نابعة من ذاته، فهو يشعر بالرقابة على تصرفاته رآه الناس أو كان .بعيدً عن أعين الناظرين ا إن للمعلم تأثير نفسي قوي على طلبه فهو الذي يقدم لهم الغذاء العقلي -12 والديني، وهو يشكل دور أساسي في القدوة لذلك لبد أن يكون على دراية بالجانب النفسي للطالب والنظريات النفسية التي تفسر سلوك التلميذ وتميز .نزعاته وميوله الفطرية ضرورة تعمق المعلم في المادة الدراسية، واستيعابها بعمق ودراستها دراسة -13 شاملة، وأن يكون متفقهاً في العلوم مدركاً لها ملماً بها إلماماً تاماً حتى يمكنه مناقشة مبادئها ووضع آرائه عنها والعتراض عليها، وعليه بالتطور والنفتاح .ومحاربة الجمود والتقليد والذي من شأنه أن يضعف عقليته وبصيرته ضرورة إتباع طرق التدريس التي تساعد الطالب في التعبير عن نفسه -14 وممارساته الذاتية، تشجعه على الصالة والخلق والبداع، والبتعاد عن طرق التدريس التي تقلل من البتكار والتفكير وتجعل الطالب مجرد آلة للحفظ والتلقين .والذي بدوره يقلل من قوة التفكير والستنباط اللذان هما أساس الحياة العقلية إن استخدام الوسائل التعليمية له أثر بالغ في تقريب حقيقة التعليم للمتعلم -15 وتجعله أكثر شوقاً وفهماً ووضوحاً وأكثر تثبيتًا، ويساعد على توجيهه للملحظة .والتأمل والستنباط إن العقاب البدني أداة تربوية ولزمة، حيث لبد أن نشعر الطفل بهفواته، ونساعده على البتعاد عن معاودة ارتكاب الخطاء ولكن يجب أن يكون العقاب البدني في المرحلة الخيرة حيث هنالك مراحل من المعالجة والتأديب يجب أن يمر عليها المربي قبل اللجوء سويً إلى الضرب لعلها تؤدي الغرض في تقويم اعوجاج الطفل وتصلح من شأنه وتجعله ا. المستخلص باللغة النجليزية: This study is based upon the great deliberations which were, and are, currently going on about the educational thought; as a fundamental pillar of the development and promotion of societies. It is also one of the most influencing aspects in the personality, thought and rights of the individual; in a world which was exposed to successive moral hazards which threaten the educational values. This based on the fact that the educational values represent the source of the problems which today’s world suffers from. Because of the importance of the educational values the study handled their features in the Islamic society. This was an attempt to know the basic aspects of the Islamic educational thought, consolidating them, diffusing them in all societies and implementing them. It is an attempt to return to the roots and to project their mature thought, through the analysis of the methodological studies which were prepared by sheikh Ibn Sinna; as one of the pioneers of the Islamic educational thought; and who played a basic role in the consolidation and renewal of the concepts of educational thought. He also worked to consolidate the Islamic educational values. This study aims at knowing the factors which had contributed to the formulation of the educational variance of Ibn Sinna. This leads to knowing the educational techniques which are used to fixing the sides of the Islamic educational thought. It exposes that the educational thought of Ibn Sinna, represent an Islamic perspective for education, instruction and the modernization of religion in the modern age. Likewise, a comparison was made between the educational thought of Ibn Sinna; with the other Muslim and Western education thinkers. These educational values; and their scientific application in society, depends on the basic pivots of the methodology, the teacher, the teaching methods which form linked circles which ultimately lead to the achievement of the educational and moral sides. The descriptive analytic historical approach was used for the explanation of the phenomenon under discussion. The descriptive approach describes the status-quo and explains it according to the inferences of the available facts in the related sources. It cares for the determination of the conditions and relations which unify the eventualities, for the purpose of studying the educational thought of Ibn Sinna; so as to benefit from it in the present and future. The historical approach was adopted to deduce the political, social and cultural which had affected the formation of Ibn Sinna (the person, his educational thought and social activity). The research reached a number of findings which were mentioned in the conclusion of the research; such as: 1- The family socialization of Ibn Sinna and the influences of the epoch in which he lived, had a great impact in the arrangement and formulation of the basic ideas of his educational thought. 2- The philosophical thinking of Ibn Sinna (or Avicenna as he is called by Europeans) was highly influenced by Aristotle and is closer to Neoplatonism. He philosophical system was not devoid of seholasticism which combines Islamic thought with the teachings of the Greek philosophy. In so doing, he was making a distinction between the new and the inherited concepts. 3- The Sufist doctrine of Ibn Sinna was distinguished amongst the other sufisects. It focused on the theoretical aspect, the study and meditation. He was nota practicing sufi, but rather a scholar and analyst of Sufism. His expositions were thus accompanied by tasteful experimentation. 4- The period of pre-adulthood, is a mental stage and a stage of growth in which the personality of the future child is formed. This is because, in this stage, the casual learning with its physical, kinetic, sensational, emotional, mental, perceptual and linguistic dimensions are affected. It is a crucial and significant period in the life of humans. In this stage, the features of growth are determined and the map of concepts, knowledge, experiences and tendencies are drawn. 5- The necessity for the care of tendencies, susceptibility and the intellectual freedom of the human being in the sphere of various disciplines. This is coupled with the respect of the mind and the belief in its power. Then, they could be oriented towards the studies which qualify them to promote those tendencies, susceptibilities and capacities. 6- The physical sports develop the mind and soul of the child. They have a significant role in the development of the moral values. Hence, throught sports, the child could grasp the beginnings of trial and error. He would, also, recognize the moral standards; such as, justice, honesty cooperation and self-denial. He would also gain the values of excellence and can express many innovative traits. 7- There is a need to contain the experimental approach and the introduction of the techniques of professionalism, which leads to the development of social power. This has to be moral; and seprate from the material matters. It shall also contain the teaching of realistic facts their linking to the daily experiences and the prevailing actors in society and the living reality. 8- The methodology of Ibn Sinna did not adopt the transmission approach. It was not also a classical way. It came as an integrated approach which combined the natural, experimental and mathematical disciplines. He negated stagnation in methodologies – especially so, with the freedom of choice. He claimed full freedom for the scholar, so that he may confront the demands of life; which is in continuous change and development. 9- The methodology of Ibn Sinna, came as a result of a continuous realistic experience, from the core of life which he lived and the knowledge he acquired. In additional, there were the experiments which he delved into and the problems he faced. He, thus, divided knowledge to various branches and subjects, so that it may encompass all aspects. The methodology would then be distinguished with comprehensiveness. 10- The middle way must always be observed, in implanting virtues and the good manners; so that there shall always be equality and balance; and no extravagance nor deficiency. We cannot set values according to the arithmetic mean, nor can we implant virtues by it. We shall have to use the considerate mean for implanting virtues. This mean changes by the change in individuals, the conditions, the differences amongst persons, the changes in situations and the variations in human nature. 11- Care for the sub-conscious education which brings about a strong inner-self guidance which guides the human being behaviour in life. It informs him of the consequences of his acts. It make the disciplinary acts steming from the human inner self. He would then feels the controls steming from inside himself on his behaviour – whether people saw him, or not. 12- The teacher has a powerful influence on his student. He feeds them with the mental and physical feeding. He forms a basic role in setting examples. Therefore, he must know the psychological side of the student and the psychological theories which interprets the behaviour of the student and expose his tendencies and instinctive behaviour. 13- There is a need for the teacher to go deep into the school materials. He must deeply absorb them and study them in full. He must be well versed in disciplines and know them completely; so that he may deliberate their principles, show his opinion about them and object to what he does not agree to. He has to develop, be open minded and combat stagnation and imitation – which may weaken his mind and insight. 14- There is a necessity for the adoption of the teaching methods which assist the student to express himself and practice his subjectivity. This would encourage his originality, creativity and excellence. It would avoid keeping away from the teaching methods which reduce innovation, thinking and make the student a tool for reciting and repetition. This, in turn, reduces the power of thinking and induction (or deduction) which are the base of mindful life. 15- The use of educational means, aids and mediums has a great impact on being close to the facts of education, by the learner. They make him more earnest, understanding, clear-minded, more consistent and all this direct him towards observation, meditation and deduction. 16- The physical punishment is an important educational tool. This is because the child must know his mistakes. It would also keep him away from making the same mistake once more. Yet, physical punishment must be the last resort; as there some other stages of treatment and discipline which must applied by the teacher, before beating. May be these treatments would remedy the default of the child, reform his case and make him atone.