الأسلــــــوب و الأسلوبيــــــة دراسة تطبيقية على شعر أبي الطيب المتنبي

Abstract

مقدمــــــــــــة الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله العظيم سلطانه، والجزيل إحسانه، الواضح برهانه، الذي قدَّر الأشياء بحكمته، وخلق الخَلْق بقُدرته، الذي جعل العلم أربح المتاجر، وأشرف الزخائر، ورفع به الأصاغر على الأكابر. له الحمد على نِعَمه المتواترة، ومنِنَه الوافرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تقي قائلها من النار، وتكون حُجَّة له يوم تأتي كلُّ نفس تجادل عن نفسها، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسله بأحسن اللغات وأفصحها، وأبين العبارات وأوضحها، أظهر نور فضلها على لسانه، وعظَّم شأنها، إظهاراً لها ولشأنها، وجعلها غاية التبيين، وخصَّه بها دون سائر المرسلين، وردَّ على من قال من الملحدين: " لِسَانُ الذي يُلْحِدُون إليهِ أعَجْمَيٌّ ، وهذا لِسَانُ عَربيٌّ مُبين ". اللهم صلِّ عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وكل من تبع هداه وسلك نهجه إلى يوم يحشر الناس إلى ربِّ العالمين. أما بعد: تعددت الدراسات الحديثة حول البحث في مفهوم الأسلوب والأسلوبية باعتبارها منهجاً نقديّاً حديثاً، وتأتي أهمية هذه الدراسة بأن احتلت مكانة مهمة في عالم الأدب، وأصبحت تناقش موضوعات تستهوي كثيراً من الباحثين، فتضافرت جهودهم في البحث والتحليل في الدراسات الأسلوبية؛ إذ إنَّ هذا يسهم في اكتشاف أصل الإبداع الأدبي. وتأتي أهمية هذه الدراسة باعتبارها امتداداً للدراسات البلاغية القديمة، وأنها تسهم في إخراج البلاغة القديمة من انغلاقها على نفسها، فهي تُعَدُّ محاولة طيبة لربط الدراسات الحديثة بالموروث القديم؛ لذلك تُعد الدراسات الأسلوبية فتحاً جديداً في الدراسات النقدية الحديثة. وبناءً على هذا يمكن القول بأنَّ الأسلوبية تصوُّر نقديُّ وأدبيُّ جديد يُعتمد عليه في تحليل النصوص الأدبية ونقدها. وتسعى هذه الدراسة إلى البحث عن مفهوم الأسلوب والأسلوبية، وقد استعرض الباحث آراء لعدد من العلماء القدماء والمحدثين وقد وازن ووافق بين تلك الآراء بغية الوصول إلى مواطن الاختلاف والاتفاق.