دور السباق في ازالة الغموض الدلالي

Abstract

مستخلص الدّراسة تهدف هذه الدّراسة إلى معالجة الغموض الذي يكتنف النص القرآني و على وجه التحديد من حيث المفردات المعجمية و ما يعتريها من ظواهر لغوية تعرف باسم المشترك اللفظي و التضاد والترادف ، و من حيث تعدد العلاقات السياقية التركيبية وكذلك ظاهرة الحذف والزيادة ، وذلك عن طريق توظيف النظريات اللغوية قديماً وحديثاً في عمليتي تصنيف وتحقيق البيانات الخاصة بالبحث . وتهدف هذه الدراسة إلى معالجة هذا الموضوع، من حيث مفاهيمه وأسسه، ومجالاته، وبرامجه، ومنهجيات العمل فيه. اعتمد الباحث في هذه الدراسة على منهج تكاملي يجمع بين المنهج التاريخي الوصفي الذي يتتبع تاريخ الكلمات وتطورها لتحديد السمات الخاصة بها ، والمنهج التحليلي الذي يفسر الظواهر اللغوية موضوع التطبيق ، والمنهج التقابلي في إجراء المقابلة والمقارنة بين الدراسات القديمة والحديثة قصداً إلى الربط بين ما توصل إليه علماء اللغة المحدثون وما سبق إليه علماء اللغة العرب الأقدمون . بني هذا البحث على نقطتين محوريتين تختص أولاهما بالجانب النظري والأخرى بالجانب التطبيقي . وقد جاءت هذه الدراسة في ستة أبواب . أفرد الباب الأول منها للمقدمة وقد اشتمل على أسباب اختيار الدراسة وأهدافها وحدودها الزمانية والمكانية والصعوبات التي وقفت في طريقها وجهود السابقين في إطار الموضوع . أمّا الأبواب الثاني والثالث والرابع فقد اختصت بالجانب النظري للدراسة من حيث تعلقها بالسياق تعريفاً ونشأة ، وعلم الدلالة ونظرياته الحديثة والظواهر المعجمية الثلاث (المشترك والتضاد والترادف) .قامت الدراسة في هذا الجانب مقارنة بين القدامى والمحدثين أفضت إلى نتائج مهمة من أبرزها: 1- إن دراسة الظواهر اللغوية ينبغي أن تدرس مرتبطة بالسياق بنوعيه اللغوي والمقامي . 2- إن كثيراً مما توصل إليه المحدثون في نظرياتهم سبقت الإشارة إليه عند علماء العرب القدامى . 3- إن مفهوم السياق عند الفريقين لا يتأتى إلا بوجود الوظائف الصوتية والنحوية والدلالية ، بالإضافة إلى الاجتماعية والثقافية والنفسية . 4- إن السياق له دور في إزالة الغموض الناتج عن المفردات والتراكيب وظاهرة الحذف والزيادة . وقد استقل الباب الخامس بتطبيق محوري البحث في القرآن الكريم على نحو يزيل كل لبس ويحصر مواطن الخلاف . وقد اتضح من التحليل و الملاحظة أن النص القرآني _من خلال النصوص موضع الدراسة_ متعدد الأوجه والدلالات. ولهذا السبب جاءت فكرة السياق لسبر غور هذا التعدد .إذ من شأن السياق أن يعين على إيضاح المعنى أو ترجيحه أو تبني معنى جديد حسب الوسط الذي يرد فيه النص . أما الباب السادس فقد اختص بخاتمة شملت أهم النتائج والتوصيات التي أسفرت عنها الدراسة بشقيها النظري والتطبيقي .