نظرية الاكتفاء القرآني في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة.

Thumbnail Image

Date

2009

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

Abstract

" الملخص " يحاول هذا البحث التأسيس لنظرية نصية في مجال لغة النص القرآني، تعمل على استكشاف آفاق النظر النصي للقرآن الكريم، بغية فهمه وتدبره... وتهدف – من ثم- إلى تقديمه ضمن إطاره النظري المعجز، وتأثيراته البيانية والوجدانية الرائعة والساحرة، وما يفضي إليه من استجابة سلوكية وأخلاقية ترسم توقيعاتها المتتابعة والمتناسقة على صدى تراتبية نصية قلَّ أن يظفر بها نص آخر... ونمطية أُسلوبية تجاوزت كل ما هو متداول أو مألوف... ومهما قلت في بحثي هذا، فإنه يظل محاولة متواضعة لتدبر آيات الكتاب العزيز، يطمح – في نهاية المطاف- إلى وضع نظرية لتدبره، أو يؤسس – على الأقل – لمثل هذه النظرية في مجالي التدبر والتفكر، علّه ينجح في تقديم تأويل دلالي صالح للتداول، ينجح هو الآخر في تحرير النص من قيود الزمان والمكان والفهم السلفي، دون أن يخالف الواقع أو المنطق، أو ينفك عنهما... واعتقادي أن مثل هذه النظرية التي نحاول التأسيس لها، والتي تجمع بين عناصر لغوية وأخرى غير لغوية لتفسير الخطاب، أو النص تفسيرا إبداعيا – قد تشكّل إضافة نوعية إلى الدراسة النصية للخطاب القرآني، ولعلها تسهم – لاحقا – في وضع حجر الأساس لنظرية نصية شاملة قد تنجح بخرق جدار الصمت المعرفي المضروب حول النص القرآني، والذي تعاظم بفعل التقدير غير الواعي، والذي بلغ حد التقديس لنص التفسير من جهة، وبفعل الإهمال غير المتعمد، أو المقصود أحيانا، للنص نفسه من جهة أخرى... هنا يبدو منطق الدراسة، تسانده الرغبة الملحة، أساسين مهمين في معالجة النص القرآني معالجة تعتمد قدسيته بوصفه نصا إلهيا من جهة، وانفتاحه على الفكر اللغوي الحديث من جهة أخرى، حيث بدا بهذه القدسية، وهذا الانفتاح، نصا معجزا قد جاوز بفرادة تعبيره حدود الروعة وغاية الجودة من كلام البشر، وسما فوق غاية الإقناع إلى حد الإمتاع، حيث صدى الروح العظيمة، ومبعث النشوة، وسحر البيان... وتوخيا لهذا الهدف، فقد عمدت هذه الدراسة إلى تحقيق المفهوم أو المصطلح بغية رسم ملامح قاعدة عامة، أو قانون يمكن - بحسبه - محاكمة النص، أو استجوابه لكشف فضاءاته المعرفية وتأثيراته النفسية والوجدانية، والتي تسهم – بدورها- في تحديد مسار النص وتبين وجهته وروعته وإعجازه... كما أبانت مدى اكتفائية النص القرآني من خلال فهم طبيعة العلاقة بين النص القرآني والاكتفاء الذي بدا سمة أسلوبية ونصية للقرآن الكريم... تحددت ملامحها في جملة من العناصر الأساسية والضرورية لتحقق مثل هذه الاكتفائية النصية والتي بدت في عربية النص، وقرشيته، وشاعريته، وإعلاميته، وسلوكيته، وإعجازه، وقداسته، وتاريخيته، وأسباب نزوله... وكان البحث في مكونات الفهم أساسا مهما لتحديد المكونات الأساسية للنظرية، سواء في إطارها البنائي الأولي، أو الفني التكميلي الذي تجاوز بالنظرية حدود منطقة الصياغة اللفظية إلى التركيب البنائي، إلى التركيب الفني الذي وضع النظرية في إطارها التداولي الممكن، وكشف طبيعة العلاقة وحجمها بين كل من المبدع والمتلقي من جهة، والنص المشترك بينهما من جهة أخرى، والتي تحددت في إطار " فهم النص" من جهة المتلقي، وفي إطار " إفهامه " من جهة المبدع، حيث إن مدار الأمر كله – في نظر البلاغيين- إنما يستند على مبدأي " الفهم والإفهام "... وتبعا لهذين المبدأين اللذين توختهما هذه النظرية في مكوناتها، فقد تعين البحث في أفكار عديدة فرضها مبدأ " الإفهام" من جهة المبدع، أو من جهة إنتاج النص، توخت تحديد قيمة النص اللغوية؛ بأن يكون النص قابلا للإنتاج، أو ممكن الإنتاج... كما تعين البحث في أفكار عديدة أخرى فرضها مبدأ " الفهم" من جهة المتلقي، أو من جهة إدراك النص، توخت هي الأخرى تحديد قيمة النص الإدراكية؛ بأن يكون النص قابلا للإدراك، أو ممكن الإدراك... ومن بين الأفكار التي خصّت المبدع، وارتبطت بمبدأ " الإفهام": أمية العرب، وأمية النبي $ ،والبيان القرآني، والإعجاز، والعدول، والتناص، والإبداعية، والاستخدام اللغوي... ومن الأفكار التي خصّت المتلقي، وارتبطت بمبدأ " الفهم": القدرة المقامية، والزمنية النصية، والرابطية النصية، والتناسقية، والعاملية، والإدراكية، وبعض الثنائيات اللغوية... وهي أفكار فرضت شكلا اكتفائيا، أو أشكالا اكتفائية متعددة، تضمّن كل شكل منها جملة من القواعد الاكتفائية التي وصفها البحث نفسه بأنها تأسيسية تصلح للبناء عليها، أو لتأسيس نظرية نصية متكاملة تسعى لتحديد المقاصد الإبداعية والتفسيرية للنص القرآني... وكان من أهم هذه الأشكال الاكتفائية ما وصف منها بالصياغي، والاستبدالي، والاستدلالي، والدلالي... واختص كل شكل منها بقواعد تأسيسية أسهمت في توضيح مهمة النظرية الاكتفائية وتشريعها... وباختصار، فإن هذه الدراسة قد قدّمت تصورا لنظرية نصية هي " نظرية الاكتفاء القرآني" تقوم على أساس من وضوح المفهوم والمصطلح، وتُبنى من مكونات عديدة للفهم، وأفكار متعددة اقتضاها مبدأ الفهم من جهة، ومبدأ الإفهام من جهة أخرى، وأشكال اكتفائية متنوعة تناولت جملة من القواعد الاكتفائية التي يمكنها – إن أُحسن فهمها وتوظيفها- أن تقدّم وضوحا دلاليا، وأن تختطّ منهجا تأويلا جديدا، قد ينجح في فتح فضاءات النص القرآني، وكشف أعماقه الدلالية، وإمكانات تكونه وتمثله، وامتداداته عبر الزمان والمكان والإنسان... والله أسأل أن يوفقنا لما فيه خيرنا ورضاه، إنه نعم المولى، ونعم النصير...

Description

Keywords

لغة عربية

Citation

Endorsement

Review

Supplemented By

Referenced By